الثلاثاء، 15 يناير 2019

الدكتور احمد السوالمه : قرض آخر بين الإنجاز والمذلة

فلا مناص من سياسة التجويع
الكاتب : الدكتور أحمد السوالمه .
السوالمه يكتب :
  •    قرض يوطئ الأعناق ويُذهب الأنفة والكبرياء ويجدد الولاء والطاعة والخضوع يُنعت بالإنجاز العظيم...
  •        لا زالت سياسة محتومة لنشر ثقافة الدين وزيادة المديونية التي لا سبيل لقضائها إلا زيادة الضرائب وإثقال كاهل الوطن والمواطن... تنتهي بسلب جيوب الناس وسن القوانين الضريبية المبنية على العدوان...
   
من المؤسف حقاً أن نصل إلى مرحلة التّغني بالمُخزيات وكأنها إنجازات وطموحات مُحققة وتطلعات مأمولة للحكومات، قرض يوطئ الأعناق ويُذهب الأنفة والكبرياء ويجدد الولاء والطاعة والخضوع يُنعت بالإنجاز العظيم. فتالله ما هو كذلك، وإنما فرحة يُراد بها تضليلٌ وإغماء للمواطن الذي لا زال مُرغماً على دفع قوت عياله تسديداً لنتاج ما خلّفته تلك القروض الموجهة لرغد الفاسدين وليست للاستثمار وتوليد إيرادات للدولة.
"فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخدريِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: «دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَومٍ المَسْجِدَ فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ أَبُو أُمَامَةَ جَالِساً فِيهِ فَقَالَ: يَا أَبَا أُمَامَةَ مَاليِ أَرَاكَ جَالِساً في المَسْجِدِ في غَيْرِ وَقْتِ صَلاةٍ ؟ قَالَ: هُمُومٌ لَزِمَتْني وَدُيُونٌ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: أَفَلا أُعُلِّمُكَ كَلاماً إِذَا قُلْتَهُ أَذْهَبِ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ هَمَّكَ، وَقَضَى عَنْكَ دَيْنَكَ، فَقَالَ بَلى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: قُلْ إِذَا أَصْبَحْتَ وَإِذَا أَمْسَيْتَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْبُخْلِ وَالْجُبْنِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ وَقَهْرِ الرِّجَالِ. قَالَ: فَعَلْتُ ذَلِكَ فَأَذْهَبَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ هَمِّي وَقَضَى عَنِّي دَيْني»".

إنه متلازمة الهم والحزن، والعجز والكسل وقهر للرجال، ولا زالت سياسة محتومة لنشر ثقافة الدين وزيادة المديونية التي لا سبيل لقضائها إلا زيادة الضرائب وإثقال كاهل الوطن والمواطن، وزيادة الأعباء على مداخيل الطبقة الوسطى حتى تنحدر إلى طبقة الفقراء والأشد فقراً، تنتهي بسلب جيوب الناس وسن القوانين الضريبية المبنية على العدوان والكذب والاحتيال، والإدعاء بالنهضة مع استمرار المكر والتسويف والمُماطلة. فلا مناص من سياسة التجويع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق