خاص : عرجان
نيوز لايف ( معلم من ديرتي )
الأستاذ نعيم حنا حداد
تعلمنا منه كيف نجعل من الكلمة بذرة ، حينما سقيناها من
علمه ، غدت شجرة ، عليها غصونا ، عليها أوراقا ، وعليها زهورا من فؤدي ولون شرياني
ووريدي قلبي له خالص محبتي .
كنا حينما يحضر
للصف ، نكف عن اللهو ، نسكت ، فنسكت وننطلق معا حينما يقول عمتم صباحا أبنائي ،
صباح الخير ، صباح الخير ، خيركم من تعلم مني وأرح لي ضميري وهذه من دواعي سروري ،
وهذه رؤيتي ورسالتي " العلم نور " .
حينما كان يشرح الدرس تنصت عيوننا ، تصمت ألسنتنا ، تعلو في الفؤاد لغتنا
العربية ، تنطلق نارا ، انتصارا ،
كأنها رصاصة من جوف بندقية جنديا أردنيا
هاشميا ، حمى الأرض وحمى السماء ، وأذاب العدو بأظافره فنتصر واستشهد عربيا نشميا .
لا أجد ما أقوله ولكن :
لست مداحا ولا صداحا لكني انسب الفضل إلى أهله وأعطي كل
ذي حق حقه ما ترددت أن اكتب تحت عنوان"معلم من ديرتي" وسأكرره في الأسابيع
المقبلة لان لدينا من نكتب عنهم فهنالك أسماء لامعة براقة في سماء الوطن تحلق
عاليا" قدمت الكثير لرفعة الأوطان , وعندما يذكر اسمها يقف السامع احتراما
وتقديرا وقد يعود البعض إلى السنين الماضيات فيستذكر الانجازات لان الحاضر وليد
الماضي ومبني عليه.
شخصية هذا الأسبوع معلمي وأستاذي الأستاذ نعيم حنا حداد ،
أصفه بالمدير الناجح والأستاذ المتميز صاحب الكلمة الطيبة اللينة , دمث الخلق ,
طيب المعشر لا أريد الإطالة في حديثي فقد كان احد أعمدة التربية والتعليم في زمانه
ومدرسة الملك طلال الثانوية للبنين هي الصرح الذي قدم فيه رسالته وأنا احد خريجيها
فكان عطاءها بلا حدود كان يؤمن برسالته التي أساسها التربية وينبثق عنها التعليم .
منح ما يملك دون تميز في صقل مواهب الطلبة واهما على الإطلاق
لأنه لم يكن يؤمن بالسرد في التعبير بل كانت كلماته تنطلق من أحاسيسه مدشنة بقوة اللغة
وجميل الصياغة وكل هذا انعكس على شخصيته، وشخصية طلابه وأصبح لاحقا مديرا لهذه
المدرسة يحرص اشد الحرص على نجاح طلابها .
كان وما زال نعم المعلم ومنحنا من وقته وجهده ولم يبخل
علينا من بستان علمه، وكان قدوة حسنة بأخلاقه باختصار هذه الشخصية لم يكن مرورها
عابرا" لكنها تركت أثرا" طيبا" أسست جيلا مخضرما نقف وقفة إجلال
واحترام لهذه القامات التربوية فبجهودهم وإخلاصهم كانت مدرستنا عنوانا للتميز والإبداع
ومثله يستحق موقع القيادة والريادة في مجالات الحياة المختلفة – أتمنى له حياة
طيبة يسودها الخير والبركة حيثما حلا وارتحلا .
ولن ننسى دور باقي الأساتذة الكرام الذين نهلنا على
يديهم العلوم كل في مجاله والقائمة طويلة لن نبخل في الكتابة عنهم في الأسابيع المقبلة
لأنهم يستحقون .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق